رواية [ شلومو الكردي وأنا والزمن ] لـ سمير نقّاش

{[['']]}

    الزمن في رواية سمير نقاش يمتد على مدى الأمكنة والزوايا التي تجري فيها أحداث الرواية، لكنه يكثف في لحظات تشكل منها وعمي الكاتب لما يدور حوله “أنا المجذاف الذي فج الأهوال وساط الزمن، أنا كومة قوامها لحظة مئة عام ممتدة على سرير، وتنكمش الآن إلى لحظة الذهول”. وبين لحظة وأخرى تمتد أزمنة عابقة بروائح الموت والحرمان حيث يجد شلومو الكردي نفسه وجهاً لوجه أمام الغربة حيث ينزوي من زاوية قذرة عفنة ظلماء، باحث هنا وهناك مغزى لحياته وساعياً وراء كرامته الضائعة التي سحقتها الأيام على بوابات المدن.

     إن من الأحداث المتشابكة تلقي بظلالها على ذاكرته المجموعة منذ السباعي البابلي. فهذا الكردي التائه لم يجد مرساه النهائي بعد وهو ما زال مبحراً في غربته باحثاً عن ذاته الضائعة التي بددتها الأحداث والسياسات فمن بلد إلى آخر يحمل شلومو في داخله نداء داخلياً عميقاً يشق عنان السماء بفعل الجوع الأبدي الذي أقض مضجعه “ها أنذا في داخلكم أغيثونى تغيثون أنفسكم”. يحاولون عنه التغاضي فيكشر في وجوهم ويهتف “هيهات” فإذا لم تسكنوني بطعام فإن معاولي يتهدمكم ولا تنجون من عقابي الأوحد,,, الموت.

     إنها رواية تجسد عذابات جيل عانى من التشتت والقهر والضياع وآثر أن يهرب باحثاً عن شيء مفقود لا يعرف ما هو شيء يقع بين الحلم والواقع ويراود الكثيرين ممن لا قدرة لهم على الهروب.

رابط مباشر [ هنــا ]
رابط بديل [ هنــا ]
يمكنك مشاركة اللعبة مع أصدقائك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التالي السابق الرئيسية
 
جميع الحقوق محفوضة لموقع مدونة الكتب مستضاف لدى بلوجر
تصميم ماسكوليس تعريب وتطوير عين العرب