رواية [ سقف الكفاية ] لـ محمد حسن علوان

{[['']]}

     ” يدي معلقة على قلم أبيض صغير. القلم الذي أخذته منك لأكتب قصيدة أخيرة تحتفظين بها، وأصررت أنت على أن أحتفظ به للذكرى فعلقته في جيبي، وعدت به الى البيت، وأنا لا أدري أي دور سيكون له في حياتي.

     ها أنذا أسخر هذا الصغير لكتابتي الكبيرة بعد سنتين ونيف من رحيلك بالرغم من أن قصره ونحافته البالغين يؤذيان أصابعي كثيرا، أنا الذي أكتب بخط صغير، وأنعطف بالقلم في مساحة ضيقة جدا، فأفقد كثيرا السيطرة عليه، فينحرف خارج السطر، أو خارج الفكرة. ولكني اعتدت عليه بعد لأي، أو أنه أعتاد علي.

     الأقلام التي تأخذ رؤوس أحزاني وتكمل البكاء وحدها على الأوراق هي أقلام تعودت على شكل يدي، تعودت على نوع كلماتي، وطريقتها في إثبات حضورها على الورقة، فأنا عشوائي جدا في بذاري، ألقي البذور ولا أهتم أين وقعت، وكيف ستنمو، ومن سيرعاها حتى تكبر، ففشلت مني كلمات، وتعصمت أخرى فنجت.
     لا أحبذ الكتابة الثدييه , تلك التي تلد وتهتم بصغارها ، بل أحبذ أن اترك ما أكتبه ليواجه الحياة وحده , ويتعلم الصمود وحدة , فلن أكون معه عندما يواجه قارئاً ما.
     الوحيد الذي أشعر بانتمائي إليه أو إنتمائه إلي او تلاقحنا المشترك لصنع الكلمة هو القلم ، دائما ما أتساءل من خلال ما أراه من كدحه أينا يمنح الآخر مجداً يا ترى ؟ انا الذي أنحت ذاكرتي لأمنحه تعباً ام هو الذي ينحت روحه ليمنحني سطراً ؟

     انا وهو محورنا انتٍ لم يكن ليتذمر من طول الركض على الأوراق وهو الذي يعلم ان من كانت تملكه تستحق هذا حتما
.. مريح ان أصور حزني بقلمك كما شكلته من قبل بحبك ..تدهشني المرأة التي تتكفل بحزني كله من البداية حتى النهاية.”

رابط التحميل [ هنــا ]
يمكنك مشاركة اللعبة مع أصدقائك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التالي السابق الرئيسية
 
جميع الحقوق محفوضة لموقع مدونة الكتب مستضاف لدى بلوجر
تصميم ماسكوليس تعريب وتطوير عين العرب