رواية [ غراميات مرحة ] لـ ميلان كونديرا

{[['']]}


     ”كانت تصغي إلى مضيفها وهي مأسورة أكثر فأكثر بتفاصيل كانت قد نسيتها منذ وقت طويل: مثلاً ذلك “التايور” الأزرق من نسيج صيفي خفيف الذي كانت تشبه، وهي ترتديه، كلاماً لا يمس (أجل، أنها تتذكر ذلك “التايور”) أو ذلك المشط الضخم الذي كان في شعرها مكان بمنحها، على حدّ قوله، مظهر سيدة كبيرة نبيلة، أو عادتها تلك في الشرب حيث كانا يلتقيان فتطلب شاباً “بالروم” (اثمها الكحولي الوحيد)، وكان ذلك كله يستخفها بعذوبة، بعيداً عن المقبرة، وعن القبر المختفي، وعن الساقين المترجفتين، وعن دار الثقافة، وعن عيني ابنها المستنكرتين، وفكرّت: آه، حتى ولو كنت كما أنا الآن، فإني لن أكون قد عشت بلا جدوى إذا لت بقية من شبابي تعيش في ذاكرة هذا الرجل، وقالت لنفسها بعد ذلك إن هذا كان توكيداً جديداً لاعتقادها بأن قيمة الكائن البشري تكمن كلها في هذه الملكة بأن يتجاوز نفسه، بأن يكون خارج نفسه، بأن يكون في الغير ومن أجل الغير”. بأسلوبه المتميز، وبعباراته البسيطة، يروي ميلان كونديرا “غراميات مرحة” والتي بقدر ما تحمل من معاني إنسانية، بقدر ما تعكس مهارة الروائي باستجلاب أحداثها ووضعها في إطار قصصي آسر يمنح القارئ مساحة فكرية للغوص أكثر مع الروائي في عمق النفس الإنسانية واستشفاف شؤونها وشجونها. والروائي “ميلان كونديرا” هو من مواليد براع إلا أن استقراره كان في فرنسا.

     وقد أخذت رواياته من الحظ شهرة وتقديراً. فقد فازت روايته “الحياة هي في مكان آخر” بجائزة مرسيس للكتاب الأجنبي عام (1973). ومنحت جائزة “البريمو مونديللو” الإيطالية لروائيه “فالس الوداع” عام 1978. نال عام 1981، إحدى الجوائز الأميركية وهي جائزة “الكومن ولث آورد” لروايته “كتاب الضحك والنسيان”. وفاز عام 1982 بجائزة “أوروب ليتراثور” على مجموعة أعماله،ومنها “غراميات مرحة” التي نقلب صفحاتها وأحداثها.

رابط مباشر [ هنــا ]
.
رابط بديل [ هنــا ]
يمكنك مشاركة اللعبة مع أصدقائك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التالي السابق الرئيسية
 
جميع الحقوق محفوضة لموقع مدونة الكتب مستضاف لدى بلوجر
تصميم ماسكوليس تعريب وتطوير عين العرب