[ سلسلة القفقاس جـ (1) سيوف الشيشان ] لـ محي الدين قندور

{[['']]}

     ”… لقد كان الموضوع الأهم على أجندة “المؤتمر” هو التخطيط لمصير شعبنا، فقد أوجدت الحركات السياسية الأخيرة في السياسة السوفيتية كنتيجة لمبدأي البيريسترويكا والجلاسنوست فرصاً إلى جانب أخطار محتملة للجمهوريات العرقية في الاتحاد. وعليه فقد قررت القيادة المسؤولة في جمهوريتنا المتواضعة أن تشرك جميع شراكسة “المنفى” في المداولات الجارية.

     كانت هناك أفكار طموحة ومبالغ فيها تدور في أذهان العديد من المندوبين بينما كانت طائرة الترايستار الضخمة تنساب خلال الأجواء المظلمة في رحلتها المتجهة إلى الشمال.

     لكن كان في ذهني هدف واحد أكثر التصاقاً بشخصي وأقل مثالية، فقد كنت أريد المساهمة والإسهام في “المؤتمر” ولكن كانت لي مهمتي الخاصة. كانت عائلتي المباشرة قد هاجرة من القفقاس إلى تركيا قرابة نهاية القرن الماضي (التاسع عشر).

     وبقي فرع واحد فقط في منطقة الكوبان. كان عم والدي الذي بقي يدعي عزمات. وقد كانت رغبة والدي بالتالي رغبتي بأنه يجب علينا أن نكتشف ما حل بالأبناء المنحدرين من عزمات وإعادة وصل الروابط العائلية بعد طول انقطاع.

     وطبيعي أن الأمر سيكون مفارقة لو أن رحلتي جاءت بنتائج معاكسة لغايات “المؤتمر”. ربما سأرغب بتشجيع أقاربي على مغادرة القفقاس والعودة معي إلى العالم “الحر”. ما كنت أعلم أبداً حجم التجربة العاطفية التي ستكشف عنها هذه الرحلة. عدت بأفكاري إلى أجدادي المتوفين “نانا” و”دادا”، اللذين عاشرا طفولتي في الشرق الأوسط.

     لقد كانا هما اللذان رحلا، بصحبة والديهما، اللذين هاجرا من الجبال الخضراء الخصبة للقفقاس إلى براري الصحاري المجهولة في تركيا العثمانية. لقد قالا بأنهما فضلا اللحاق بإيمانهما على أن يصبحا رعايا للقيصر المسيحي. لم يعرفا درجة التلاعب الذكي الذي مارسته عليهما القوى المسيطرة: السلطان التركي وقيصر روسيا”.

     القفقاس: أرض موغلة في القدم بلاد رومانسية وتقاليد قديمة، بأنهارها السريعة، بأوديتها وشقوقها الصخرية، قراها الجميلة وخطوط الطبقات الاجتماعية المرسومة بحزم، تقدم الأرضية الغنية التي تروي عليها هذه القصة الملحمية.

     الزمن هو نهايات القرن الثامن عشر، حين يقوم أحمد، النبيل الشركسي ذو الثمانية عشر ربيعاً، بمغادرة بيته على نهر الكوبان ليجد لنفسه حياة جديدة في القفقاس الشرقي. يضيع في براري الجبال القفقاسية الشاسعة وينتهي به الطواف في بلاد الشيشان العصية التي تخوض حرباً مع روسيا. تسرع مغامراته نضوجه نحو الرجولة، ولكن هل سيجد بيته وثروته في هذه الأرض الجديدة؟

     يقع أحمد في حب تسيما، الصبية الشيشانية الجميلة، ويتحتم عليه أن يقاتل كل الظروف المعادية ليحصل عليها. في هذه الأثناء تظهر حركة التحرير التي يقودها الشيخ منصور بحرب استنزاف لا تعرف الرحمة ضد جيوش القوازق الغازية بقيادة الجنرالين بوتيومكين وسوفوروف. يتوجب على أحمد، حتى ينتصر على كل هذه الظروف المعادية، أن يصبح مقاتلاً لا يشق له غبار بالإضافة إلى قائد حكيم. فهل سيتحمل مصاعب وتجارب حياته الجديدة في الجبال…

     يقع باسل فاسيليفيتش، الطبيب الأرستقراطي الروسي في الأسر باعتباره جاسوساً في يد الشيشان ويسجن تحت رعاية أحمد. يتعلم الروسي ببطئ عادات وسبل معيشة الجبليين وينغمس في شؤونهم الحياتية.

     هذه رواية تاريخية بأبعاد ملحمية: قصة صراع ودراما إنسانية، وقصة رومانسية مأساوية وتشويق يمسك بتلابيب القلب، مذكراً بروايات تولستوي وليرمونتوف.

رابط التحميل [ هـنـا ]
يمكنك مشاركة اللعبة مع أصدقائك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التالي السابق الرئيسية
 
جميع الحقوق محفوضة لموقع مدونة الكتب مستضاف لدى بلوجر
تصميم ماسكوليس تعريب وتطوير عين العرب